• !
الإدارة

عن الإدارة

المصادر والمراجع

1- موقع وزارة الاعلام
2- كتاب كلمات وخطب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - 1970 - 2015م ( وزارة الاعلام )
3- موقع وكالة الانباء العمانية
4- كتاب صحفيون في بلاط صاحب الجلالة ( أثير )
5- جريدة عمان
6- جريدة الوطن
7- جريدة الرؤية
8- جريدة الشبيبة
9- الصحف والمجلات الخليجية والعربية والعالمية

حِينَما يَهتِفُ العُمَانِيونَ

تروي كُتب التأريخ أن شجرة الدُرِّ وأمام كُل إنجازاتها التي قدَّمتها للخِلافة الإسلامية إبان حُكم المماليك لم يشفع لها ذلك من أن يُهشَّم رأسها بالقباقيب، كما تتحدث كُتب السِّير والتراجم أن عدداً غفيراً من خُلفاء هذه الأُمَّة وبعد عهد النبي الكريم توالت بهم وعليهم أزمات وصراعات أربكت الوضع السياسي ومزَّقت النسيج الاجتماعي الذي كانت تشُدُّهُ الأُلفة واللُحمة الأخويَّة المُتبادلة، ليروي لنا التأريخ بعد حينٍ من الدهرِ نهايات مُفجعة لأولئك الخُلفاء والحُكّام اتَّسمت في غالبيتها بالوحشية المُفرِطة دون أن تشفع لهم شواهد إنجازاتهم الحضارية والفكرية والاقتصادية والسياسية، فمنهم من فُقأت أو سُملت عيناه، ومنهم من قُطِّعت أوصاله، وبعضُهم من سُلخ جلده، والآخر من دُقَّ عُنقه وعُلِّق على أسِنَّة مداخل القصور، وبعضهم أصبح مضرِباً للدُعاء عليه بالخزيِّ والثُبور دُبر كل صلاة، وفي العصر الحديث نجد أن كثيراً من الشخصيات التي ذاع صيتُها وكانت مثار صولاتٍ وجولاتٍ في المحافل السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتي ترآءت لنفسها كالآلهة أو النبي المُرسل المُوحى إليه من رب السماوات والأرض ليُنذِر الناس بدينٍ يُفصِّلُه كما يشاء ليُلبسه قومه أنَّا شاء!، وما هي إلا شذرٌ من السنين حتى تقاطرت تلك الهامات صَرعاً أمام غضب شُعوبها حيثُ غليان فُقرائها وجشع أغنيائها لتنقل لنا شاشة التلفاز مشاهد مُفجعة عن رؤساء وقيادات استُبيحت دماؤهم واستُذِلَّت كرامتهم بعنجهية فاحشة ولسان حالها يستصرخُهم (إرحموا عزيز قومٍ ذلّ)!.

وأمام بدايات هذا العقد من الزمن تواترت أنباء تتحدث بقدوم ربيعٍ عربي تأملت به شعوب المنطقة خيراً بأن يُكسي البلاد زهواً ورخاءً، فجاء المولود المُنتظر بكل أزماته ليُلقي بِعِظَمِ ثِقله المُتخم والمترهِّل بمفاسد المصالح والحسابات الإقليمية والدولية، ليُفرِّخُ واقعه بين أوصار الوطن العربي تشرذمٌ سياسي وانحسارٌ اقتصادي ويدقُّ آخر مسمار في نعش اللُحمة المُجتمعية فيُّذكي فيهم حميَّة الجاهلية الأولى؛ لتُعدم العدالة الاجتماعية، وتُغيَّب الأجندة الوطنية من الساحة السياسية، وتتغلغل المحسوبيات والمصالح الشخصية والمذهبية والحِزبية والقَبلية؛ فيتوشَّح المشهد برُمتِه نحو غرس النَبتِ الخبيث بما يُرهب الناس ويضجُّ مضاجعهم بعصابات تتسمَّى بالخِلافة والدِين الحنيف وهو بريء منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فأضحت البلاد مرتعاً للضلال يعيث بها المفسدون قتلاً واستِرقاقاً للعباد ونهبا للحقوق لتُجرَّ الأوطان نحو مُستنقعات وأنفاق مُكفهِرة الظُلمات بعضها فوق بعض إذ أخرجت يدك لم تكد تراها، ليُرجع لنا التاريخ بالذاكرة قليلاً نحو حيثيات خديعة الثورات العربية التي اندلعت قبل عهودٍ خلت فخارت وأصبحت هباءً منثورا، وليست ثورة الشريف حسن 1916 ببعيدٍ عنا حينما أراد العرب الخلاص من (ظُلم) الخلافة العُثمانية ليجدوا أنهم قد فتحوا على أنفسهم باباً واسعاً للسقوط في وَحلِ الاستعمار الحديث ولسانُ حالهم "على نفسها جنت براقش"، ومن العلامات التي يندهشُ لها العقل ما شهدته المنطقة العربية في ظل هذا التصحُّر الحضاري بالتلذُّذِ المُفرِط نحو التنكيل بوحشية مُقزِّزة للقيادات السياسية العُليا بالدولة وكأن المشهد يُعيد نفسه نحو وحشية الانتقام الذي عاشه العرب بعد عهد النبي الكريم.

وأمام كُلِّ هذا الزَّخم والضجيج المُزعج والدماء المُتناثرة هنا وهناك، وأمام كُلِّ الاتهامات المُشينة في حق الوطن والمواطن لانتماءات سقيمة باسم المذهب أو الدين أو العِرق أو الحِزب أو القبيلة، نجد أن العمانيين يمثِّلون نموذجاً رائداً في إعطاء العالم صورة حقيقة لمظاهر التحضُّر والمدنيَّة؛ فهم بشهادة أقلام خليجية وعربية وعالمية يملكون استنارة سياسية متوقِّدة، وفكراً سليماً غير ملوَّث، وخُلقاً نبيلاً استلهموه من السيرة العطِرة لنبي هذه الأمة لا من بعض تُجَّارِ الدين والسياسة وعُبَّاد المال، إن ما تشهده أرض الغُبيراء جديرٌ بأن يقف أمامه المواطن العربي وقفة تأمل تدفعهُ لأن يستمطِر عقله المشوَّش مجموعة من الأسئلة: فكيف لرجُلٍ يحكم بلداً طوال 44 عاماً دون أن يتربَّص عليه القوم لاغتياله أو لإثارة نعراتٍ تُقلق أمن البلد ليجبروه على التنازل عن السُلطة بل النقيض من ذلك هم يزدادون حُباً وعشقاً وولاءً له؟!، ثم كيف لشعبٍ يملك تنوعاً ديموغرافياً وجغرافياً وفكرياً ومذهبياً أن ينسجم مع بعضه البعض دون حِراكٍ مشهود لطائفة عن أخرى أمام ضجيج فوضى الربيع العربي؟، ثم لماذا حينما خرج نفرٌ من الشباب في العام 2011 يطالبون من رئيس الدولة على وجه الخصوص ببعض الاصلاحات التربوية والاجتماعية والاقتصادية دون المساس بالنهج السياسي؟!، كلها أسئلة مشروعة ودقيقة جداً دفعت المُعجبين بهذا البلد للاسترسال في الحديث عن ملحمة الفِكر الوضَّاء لصاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، وبالمقابل دفعت أيضاً ببعض المراهقين والمُتربِّصين والحاقدين للسعي نحو النَّيل من مكانة الدولة ورئيسها وشعبها من خلال اللعب بلُعبة قذِرة قوامُها المذهبية والنعرات الطائفية والقبلية والتي من المؤسف أن نجد مجموعة من الشباب العماني الذين كُنا نُشير إليهم بالبنان لكنهم كانوا يُغرِّدون خارج السرب بما يتنافى ومصلحة الوطن بمُسميات هُلامية وهِنة كبيت العنكبوت.

بقلم/ سلطان بن خميس الخروصي

إن ما يشهده هذا البلد من رخاءٍ ومحبةٍ ووئامٍ ما هو إلا نموذج حضاري نُفاخر به؛ إذ بُنيَت هذه الانجازات والشواهد بسواعد أبناء عُمان المُخلصين الذين يُذعنون الولاء لله ثم للوطن ثم للسلطان دون أن تأخُذهم رياح الغدرِ والتخوين والاستحقار، فهذه الأرض الطيبة لا تملك تُربة خبيثة لتُزرَع فيها بذور الشِقاقِ والنفاقِ ومساوئ الأخلاقِ، ولا تملك قلوباً مُوغِلةٌ بالحقدِ والدسائسِ تتربَّص للنَّيل من ولي عهدها أو أبناء جِلدتها لاختلافات هزيلة واهِنة، كما أنها لا تأوي أشباه الرجال السياسيين الذين يُحكِّمُون مصالح الخارج عن مصلحة الوطن، والأهم من ذلك أن لا مكان فيها لتُجَّارِ الدِّينِ الذين يساومون في مزاد الكُفر بفتاوى ما أنزل الله بها من سُلطان تُحلُّ دم المؤمن على أخيه وهوه جُرمٌ مُحرَّم ٌبنص القرآن العظيم وحديث النبي الكريم، فكم تتقاطر الدموع حُباً وشكراً لله حينما تجد أن عُمان الطاهرة من مُسندم الزاهية إلى ظُفار الشامخة تلهثُ بالدُّعاءِ على الدوام بأن يحفظ الله الوالد القائد حضرة صاحب الجلالة – أعزَّهُ الله – وأن يُديم عليه نعمة الشفاءِ والصحةِ، وأن يُعيده إلى أرضِ عُمان الطيَّبة لتتوشَّح سماؤها بنور حكمته التي استلهمها من كتاب الله وسُنة نبيه ومَن سَلف مِن آبائه الكِرام الذين حكموا البلاد فعمروها خيرُ عِمارة.
بواسطة : الإدارة
 0  0  903

جديد المقالات

(1) الإخلاص يستوجب الشكر ، ناصر أبو عون، معجم مصطلحات السلطان قابوس، ص 53، وانظر...

السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، الغائب الحاضر في ذاكرة العمانيين، يستذكرونه في كل المناسبات...

أعلنت الحكومة الهندية عن منح جائزة غاندي للسلام للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمة الله-....

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لموقع السلطان قابوس