رحل حبيب العمانيين وصديق الجميع السلطان قابوس، ثامن سلاطين آل سعيد، بعد أن قاد بلاده من مرحلة اضطرابات إلى دولة هادئة في إقليم ملتهب. فقد حظي السلطان قابوس بمحبة كبيرة لدى شعبه، فهو مؤسس السلطنة الحديثة، وباني الصف الوطني الواحد، وقائد مسيرة النهضة المعاصرة في عمان، حيث أرسى فلسفة لشعبه، خلاصتها «أن تظلَّ ودُودا مع الجميع»، ما ساعده في تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وإنهاء عزلتها، وانتهاج نوع من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية. إذ مكّن عُمان من البقاء في منأى عن الصراعات والأزمات المحيطة، مع سعيه إلى تهدئة الصراعات الإقليمية والدولية، وقاد وساطة أدَّت في نهاية المطاف إلى صفقة إيران النووية عام 2015، ولغاية اليوم لا تزال تلعب السلطنة دور الإطفائي. وفور إعلان شغور المركز بوفاة السلطان قابوس جرت في عمان مراسم انتقال سلس وهادئ للسلطة، مع إعلان السلطان الجديد هيثم بن طارق، الذي أدى اليمين الدستورية، في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع، متعهدا بالسير على نهج قابوس القويم والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه، مؤكدا استمرار سياسة عمان على الصعيد الخارجي، القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والمساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية. والسلطان الجديد معروف لدى أبناء شعبه بأنه أحد أهم المقربين من السلطان قابوس، وقد كان معه دائما في أصعب الأزمات التي واجهت عمان خلال العقد الأخير تحديدا، وتكليفه برئاسة اللجنة الرئيسة للرؤية المستقبلية لسلطنة عمان 2040، حيث كانت أول المؤشرات التي رجحت كفته. ووفقا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن هيثم بن طارق يعمل بهدوء، وسيكون من أهم التحديات التي تواجهه تنويع الاقتصاد العُماني، انطلاقا من خبرته في عالم المال والأعمال.
https://alqabas.com/watch/5742117