مجلة المصور المصرية
السبت 15 / 12 / 1973 العدد 57 المجلد الثاني
جلالة السلطان يتحدث لمجلة المصور المصرية
+ ضحينا بكل الثروات من أجل استرجاع كرامتنا
+ كنا نستقبل أنباء الانتصارات بفرحة تامة لأننا انتظرناها طويلا، وحلمنا بها كثيرا
+ الإستعمار سيستمر في محاولاته لفض التضامن العربي الذي تلاحم نتيجة معركة 6 اكتوبر
خلال وجود السلطان قابوس المعظم في القاهرة قبل توجهه إلى الجزائر لمشاركة اخوانه الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي أدلى بحديث صحفي إلى مجلة المصور المصرية.
قال جلالته في البداية عن معارك 6 اكتوبر والتي كان قلبه وقلب سلطنة عمان على خطوط القتال في مصر وسوريا: ( لا شك أن يوم السادس من اكتوبر كان يوما مجيدا في تاريخ الأمة العربية وفي تاريخ العرب الحديث، ولا شك أن التاريخ سيسجل هذا اليوم، ولا شك أيضا أن الأجيال المقبلة ستذكر هذا اليوم بكل اعتزاز وفخر ففي هذا اليوم التاريخي حققت الجيوش العربية انتصارها الباهر، وسطرت ذلك الانتصار على صفحات التاريخ بحروف من نور).
وتسأل المجلة جلالته: عن شهوره وهو مستقبل أنباء الانتصارات في عمان،
فيقول: (لقد استقبلنا هذا اليوم بفرحة تامة غامرة.. لأننا انتظرناه طويلا وحلمنا به كثيرا)، ويضيف جلالته: (لقد عبرنا قناة السويس، وعبرنا خط بارليف، وعبرنا الهزيمة إلى النصر بعون الله، وهذا الشعور كان أيضا هو نفس الشعور الذي استقبل به الشعب العماني هذا اليوم.. كانت فرحة في كل بيت، بل في كل قلب).
وتسأل المجلة جلالته حول القيمة العسكرية لعبور قناة السويس أصعب مانع مائي وتحطيم خط بارليف
فيجيب جلالته: ( إن عبور هذا المانع المائي الصعب وتحطيم حصون خط بارليف يعود أولا إلى الجندي العربي الذي استطاع أن يستوعب أحدث وسائل العلوم والتكنولوجيا وفي هذا أبلغ رد على الذين حاولوا أن يهولوا من شأن العقل العربي صاحب الحضارة والثقافة، ولا شك أن عبور القناة وتحطيم خط بارليف يعتبر مرحلة جديدة أنجزها العرب في ميدان الاستراتيجية العسكرية، وهذه المرحلة لا بد أن يتعرف عليها العسكريون في العالم وأن يدرسوها).
ويجيب السلطان قابوس عن سؤال آخر حول البترول واستخدامه في المعركة ضد العدو الصهيوني والذين يؤيدونه..
فيقول: (إن هذا السلاح له أهمية كبيرة في المعركة وستئظل هذه الأهمية قائمة حتى يحرر العرب أراضيهم ويستردوا كافية حقوقهم.. لقد ضحى العرب بالكثير من الثروات من أجل استرجاع كرامتهم ويجب أن تعرف الشعوب أننا نستخدم هذا السلاح من أجل أن تشعر الحكومات المؤيدة لإسرائيل بعدل قضيتنا).
ويضيف جلالته: ( لقد استطعنا أن نبرهن للعالم أن أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر ماهي إلا خرافة، وقد استطاعت جيوشنا العربية أن تسترد للمواطن العربي كرامته وعزته سواء داخل وطنه أو حتى داخل نفسه، كما استرد العرب كرامتهم في الخارج، وفي العالم كله، وعرف العالم كله حقيقة إسرائيل ونواياها العدوانية).
وعن الإعلام العربي خلال المعركة..
قال جلالته: ( لقد أثبتت وسائل الإعلام العربية أنها في مستوى المعركة وانها استطاعت أن تحقق إنجازات هامة كما استطاع ذلك التحرك السياسي بجانب معارك الشرف التي خضناها).
وحول مؤتمر القمة العربي..
قال جلالته: (إن معركتنا مع العدو الإسرائيلي مستمرة في كل الميادين وهذا يتطلب استمرار الاستعداد العسكري في نفس الوقت الذي يستمر فيه التحرك السياسي بما فيه التحرك الإعلاني.. وهذا بالطبع يتطلب استمرار التكاتف العربي والوحدة العربية، إلى أن تتحقق كل أهدافنا).
ويقول جلالته في نهاية حديثه: ( إن الإستعمال سوف يستمر في محاولاته لفض التضامن العربي الذي تلاحم نتيجة معركة 6 اكتوبر .. ولكن علينا أن نكون حذرين وعلى مستوى المسؤولية حتى نتمكن من إفشال هذه المحاولات).